لهجات القبائل العربية في النقوش الواردة في القرآن الكريم والتراث
لهجات القبائل العربية في النقوش
الواردة  في القرآن الكريم والتراث
 
الدكتور زياد طلافحة        
دائرة الآثار العامة/ الأردن    
 
ملخص
النقوش العربية بشمالها وجنوبها هي جزء من لغات العرب ولهجاتهم قبل الإسلام، وهي مرآة لحياتهم الإنسانية بكل نواحيها، وحينما بُعِث النبي محمد r وأَنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم عليه كان من إعجازه أنه نزل على لهجات العرب الرئيسة، سنعرض في هذا البحث مفردات من لهجات العرب الماثلة في النقوش العربية الشمالية والجنوبية، والواردة في القرآن الكريم والتراث، ويعطي هذا بعداًَ جديداً للتعرف على اللهجات العربية من خلال النقوش، وبهذا نكون قد تجاوزنا لغة الشعر التي كانت سائدة في الجزيرة العربية قبل نزول القرآن الكريم، إضافة لإظهار بعض المفردات على الأصل الصحيح، ورصد التغيّرات اللغوية من خلال التطور الدلالي، وتصحيح بعض المفردات النقشية على ضوء التفسيرات القرآنية. 
 
 
Abstract
nothern and southern Arabic inscriptions is Part Arabic languages and  dialects before AL-Islam These inscriptions Consideres as mirror to or Sides of their human life. When prophet Mohammad r was sent  The holy Quran  was down on the main  dialects of the Arabs. in this research we will display some Vocabularies from nothern and southern Arabic dialects that coms in sent  The holy Quran and the heritage. 
  This will give vs  anew dimension to know the Arabic dialects ehrough inscriptions. In this way we have gone beyond the language of poetry, which was   prevalent in the Arabian peninsula before Islam. In addition to show of the vocabulary on their right original and monitoring of changes during the development of linguistic semantic, and correct some of vocabularies of  inscriptions light of Quran.    
                                                                                                            
المقدمة
نزل القرآن الكريم بلغة العرب جميعاً المعروفة لهم آنذاك، ومعلوم أن علماء اللغة أجمعوا أن لغة الشعر هي التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية قبل نزول القرآن الكريم، وهي تلك التي جمعت محاسن اللغة العربية جميعها، والقبائل العربية جميعاً ساهمت في نشأتها، وكان لقريش اليد الطولى في تهذيب لغة العرب وتوحيد لهجاتهم في لغة واحدة كانت ميداناً للتنافس بين الأدباء والشعراء من مختلف القبائل (عبد الرحيم1981: 108)، وهكذا نجد أن القرآن الكريم قَدْ ضَمَّ ألفاظاً من معظم القبائل العربية، وتجد فيه كل قبيلة من ألفاظها الخاصة بها ثم إيجاد لغة واحدة تكون اللغة الرسمية للعرب جمعياً (ابن حسنون1972: 8)، لا شكّ أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب جمعاء لأنه تحّدى العرب كافةً، ولم يتحَدّ قريشاً وَحْدَها، فكان من مقتضيات التحدي أن يضمّ القرآن الكريم عدداً من الكلمات والتركيبات التي انفردت بها القبائل في اللهجات، على أننا لا ننكر أن جُلّ ما في القرآن الكريم نزل بلغة قريش، لأنّ قريشاً تعتبر لغتها الأدبية النموذجية هي لغة البيان والفصاحة (مكرم1988: 51)، أما النقوش العربية فقد قسمها العلماء إلى قسمين: النقوش العربية الجنوبية التي وجدت في النصف الجنوبي من الجزيرة العربية، وكان من أهم لهجاتها القديمة: السبئية، والمعينية، والقتبانية، وأكثر النقوش التي وجدت تمثل اللهجة السبئية، أما نقوش شمال الجزيرة العربية التي كتبت بالخط المسند الجنوبي، فقد قسمت إلى ثمودية نسبة إلى قبيلة ثمود التي ورد اسمها في آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكانوا ينزلون في مدائن صالح وما حولها، ونسبت النقوش اللحيانية إلى منازل أهلها من دولة لحيان التي كانت تحكم في منطقة شمال غرب الجزيرة العربية (حجازي1973: 220)، وأما الصفوية فقد نسبت إلى المكان التي وجدت فيه أيضاً وهو جبل الصَّفاة القائم شرقي حوران ببادية الشام على الرغم من عدم وجود نقوش فيه، وإنما وجدت غالبتها في بادية بلاد الشام، وكانت هذه اللهجة بصفة عامة أقرب إلى العربية من اللهجتين اللحيانية والثمودية (ضيف1960 :114)، إن محتويات النقوش العربية الشمالية والجنوبية إن دلت على شيء فإنما تدل على أن لغة النقوش بفرعيها لم تكن غريبة عن الأسماع ولم تكن بعيدة عن لغة "ابني نزار" كما ادّعى ابن جني، وقد ورد العديد من هذه المفردات بين ثنايا الآيات القرآنية تحمل معاني خاصة بلهجات جنوب الجزيرة العربية وشمالها، ولو تتبعنا القصائد الشعرية في الجاهلية لرأينا العدد الوفير من المفردات من اللهجات العربية القديمة جزءاً من كيانها ونسيجاً من تراكيبها (مكرم 1988: 66)، وقد لمَّح أحمد رضا أن القبائل العربية كانت تجتمع من جنوبيين، وشماليين في أسواقهم وتتفاهم دون أدنى كلفة، وساعدهم على ذلك أن لغاتهم أو لهجاتهم على ما كانت عليه كانت متّحدة في صميمها، وأن هذا الاختلاف لم يعد كونه اختلافاً لهجات للغة واحدة (رضا1983: 98)، وتظهر هذه النقوش بأن خصائصها اللغوية قريبة من خصائص العربية التي نزل فيها القرآن الكريم، وتقترب اقتراباً شديداً من فصاحنا وإن اختلفت عنها في أداة التعريف وفي بعض الصفات اللغوية، إلا أنها تصوّر طوراً من أطوار اللغة العربية، وقد احتوت على كثير من أسماء الرجال وأسماء الآلة، والأصنام (ضيف1960 :33)، ويجب الإشارة أن الكتابات العربية التي يرجع تاريخها إلى صدر الإسلام "عصر الرسول r وخلفائه الراشدين" تبين لنا مدى التشابه، والمطابقة بينها وبين النقوش الجاهلية وخاصة في طورها الأخير (الأسد1978: 32)، وعلى الرغم من التأكيدات بصلة اللهجات العربية القديمة والنقوش بالعربية الفصحى، إلا أن هناك اجتهادات ورفض وتباين في صحة اتصال العربية الفصحى في اللهجات العربية القديمة، وكان من بين الآراء هو رأي ابن سلام الجمحي، فقد ذكر في كتابه طبقات الشعراء: "أن لحمير وأقاصي اليمن لساناً غير لساننا وعربية غير عربيتنا" (ابن سلام1974: 4)، فمن خلال هذه العبارة نرى ابن سلام يدرك في ذلك العصر أن هناك لغات ولهجات عربية تختلف اختلافاً جلياً عن الفصحى، ولكنه لا ينكر عروبة تلك اللهجات، وما اللغة التي نزل بها القرآن الكريم إلا لغة واحدة مُيّزت عن غيرها فصارت اللغة العربية الفصحى، التي هي امتداد للعربية القديمة التي نجدها في النقوش واللهجات العربية القديمة، وإن كان هناك بعض الاختلاف والتباين بين تلك اللهجات (مريخ2000: 30)، ويرى "تشيم رابين"، أن هناك صعوبة في مشكلة العلاقة بين لغة غرب الجزيرة العربية، واللغة الفصحى، وعلاقة هذه اللغة بمختلف اللهجات التي وجدت في النقوش العربية الشمالية من لحيانية، وثمودية، وصفوية ولغة نقوش النمارة، فهذه اللهجات توضع مجتمعة تحت تسمية واحدة هي اللغة العربية الأم، وتعتبر هذه التسمية مجرد تعبير تاريخي (رابين2002: 37).  
       
أهداف الدراسة
تسعى هذه الدراسة إلى بيان بعض المفردات من اللهجات العربية الماثلة في النقوش العربية الشمالية والجنوبية، والواردة في القرآن وكتب التراث، وهذا يعطي بعداً جديداً في تأصيل تلك اللهجات إلى أبعد ما هو موجود في الدواوين الشعرية، وكتب التراث العربية، ولمعرفة بعض المفردات على الأصل الصحيح، والتغيرات اللغوية والدلالية الطارئة عليها، وكذلك تصحيح معاني بعض المفردات النقشية على ضوء التفسيرات القرآنية. 
 
المنهجية
اعتمد الباحث على المنهجية التحليلية، وذلك بالرجوع إلى بعض الدراسات القديمة والحديثة في اللهجات العربية، وإلى عدد من النقوش المنشورة بفرعيها الشمالي والجنوبي، إضافة إلى المعاجم والأبحاث والدراسات التي تناولت هذا الموضوع باللغتين العربية والأجنبية. 
 
الدراسات السابقة 
تتبع العديد من الأقدمين لغات القرآن الكريم وعني بها العلماء وأهل اللغة منذ القرن الأول للهجرة، وألفًّوا فيها في القرن الثاني. فكان ممن ألًّف منهم الفراء، وأبو زيد، والهيثم، والأصمعي، ويذكر ابن النديم أن ابن دريد ألًّف كتاباً في لغات القرآن أيضاً وأنه لم يتمه، وإذا ما دققت في أسماء هؤلاء العلماء، ظهر إليك شأنهم فالفراء، وأبو زيد، والأصمعي، وابن دريد، من علماء اللغة الأعلام، وعنايتهم بلغات القرآن الكريم وتأليفهم لدليل على عظم شأن هذا الموضوع (ابن حسنون1972: 5)، ولكن لغات القرآن للفراء، وللأصمعي، ولأبي زيد لم يصل لنا منها شيء والذي وصل إلينا من الكتب المؤلفة في هذا الموضوع كتابان: لغات القبائل الواردة في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم، أخبر به علي بن المفضل المقدسي بإسناده إلى ابن عباسt، وقد ذكرها مرتبة حسب سور القرآن الكريم، ووجد على شكل رسالة مطبوعة في هامش تفسير الجلالين، وقد اختصرها السيوطي وأثبتها في كتابيه "معترك الأقران في إعجاز القرآن"، و"الإتقان في علوم القرآن". إلا أنه قد خالف في ترتيبها حيث جمع الألفاظ المختصّة لكل قبيلة تحتها، وكانت لغات القبائل التي تردد ذكرها في هذه الرسالة ما يقارب ثلاثين لغة، والكتاب الثاني "كاتب اللغات في القرآن" أخبر به إسماعيل بن عمر المقري عن عبد الله بن الحسين بن حسنون المقرئ بإسناده إلى ابن عباس أيضاً ومنهج الكتابين واحد، وكان هناك تباين بين عدد القبائل، والألفاظ الوارد في هذين الكتابين           (عبد الرحيم، 1981: 61)، إضافة إلى ذلك فإن هناك عدداً من المؤلفات في اللهجات، والقراءات في القرآن الكريم، وكان منها "لغة القرآن الكريم"، "لعبد الجليل عبد الرحيم"، و"ظواهر لغوية من المسيرة التاريخية للغة العربية قبل الإسلام"، "لمكرم عبد العال"، و"اللهجات العربية في القراءات القرآنية" "لعبده الراجحي"، وكتاب اللهجات العربية القديمة في غرب الجزيرة العربية "لشتيم رابين"، وغيرها من الكتب، أما موضوع "لهجات القبائل العربية في النقوش الواردة في القرآن الكريم والتراث"، وكدراسة مستقلة أرى أنه لم يبحث هذا الموضوع منفرداً، وكان هناك العديد من الإشارات والشواهد العابرة لمفردات من النقوش تمّ ربطها مع الآيات القرآنية في أبحاث أو كتب مستقلة مثل: كتاب "النظام اللغوي للهجة الصفاوية في ضوء الفصحى واللغات السامية" (عبابنة، 1997: 102)، أو كأبحاث مستقلة تمّ الاستشهاد فيها ببعض المفردات من لهجات القبائل في النقوش الواردة في القرآن الكريم والتراث عارضة في تلك الأبحاث (طلافحة، 2009: 31). 
 
 الألفاظ مرتبة ترتيباً ألفبائياً: 
أجل: المعنى في اللهجات  
الوَجِيْلُ: تأجل الماء إذا استنقع في الموضع فهو أجيل والأجيل الشَرَبَةُ، لغة أزدية، وهي الطين يجمع حول النخلة كالحوض وتسقى فيه الماء، الوجيل، والأجيل حفرة فيها الماء، و"الموجل"، أيضاً وهي لغة يمانية (سلوم1987: 17).
المعنى اللغوي 
الوَجِيْلُ: الوجِيل، والمَوْجِل "حفرة فيها ماء"، تأجل الماء إذا استنقع، والوجيل بلهجة قبيلة الأزد، وأهل اليمن (اللسان: مادة وجل)، الوجيل والموجل حفرة يستنقع فيها الماء، يمانية (التاج: مادة وجل). 
الشواهد من النقوش
ورد في السبئية "م أج ل"، "م أج ل ت"، بمعنى: بركة ماء، مأجل (بيستون1982: 3). 
التعليق 
ورد "م أ ج ل"، "م أ ج ل ت"، في النقوش السبئية اسم مكان على وزن مفعل، مفعلت، تطابق اللفظ والمعنى مع هذا الاسم عما ورد في النقوش واللهجات واللغة، ولم يرد هذا الاسم في النقوش العربية الشمالية.  
 
أرف: المعنى في اللهجات    
الأرف: تفيد معنى: المعالم، والحدود، وهذا كلام أهل الحجاز، يقال أرفت الدار تأريفاً إذا قسمتها، وحددتها (سلوم1987: 21).
المعنى اللغوي 
الأرف: المعالم والحدود، الأرفة الحد وفصل ما بين الدور والضياع (اللسان: مادة أرف)، الأُرْفَةُ بالضم: الحَدُّ بين الأَرْضَيْنِ (القاموس المحيط: مادة أرف).
الشواهد من النقوش 
جاءت في اللهجة السبئية القديمة بمعنى: حدّ (Biella,1982:27)، وفي اللحيانية ورد "أ ر ف"، بمعنى: قسّم، حدّد (القدرة 1994 :73)، وفي الجعزية جاء الاسم "أ ر ف ت"، بمعنى: متراس، حائط (Leslau1982:37). 
التعليق
ورد "أ ر ف"، في النقوش اللحيانية فعل أمر مزيد متعدّ على وزن فعَّل بمعنى: قسّم، حدّد، وجاء في النقوش السبئية الاسم "أ ر فَ ت"، بمعنى: "حدّ، وظهر في النقوش الجعزية "أ ر ف ت"، بمعنى: متراس، حائط، تطابق اللفظ والمعنى مع بعض الصيغ الواردة في النقوش، مع ما ورد في اللهجات، واللغة.  
 
أسى: المعنى في اللهجات    
آسى، تَأسَ: تفيد معنى: تَحْزَنْ بلهجة أهل قريش (ابن سلام1984: 92)، وتأتي بمعنى: "حزن"، بلهجة كنانة (حسنون1972: 23، 28).
المعنى اللغوي
الأَسَا: العلاج، والمداواة، والحزن (متن اللغة: مادة آسى)، والآسِي الطبيبُ تجمع على أُساةٌ، والأُساوَةُ بالضم الطِّبُّ (القاموس المحيط: مادة آسى).  
الشواهد من النقوش
 ورد في الصفوية "أ ي أ س" بمعنى أحزن (WH1022)، وعرف في الثمودية "أ س"، بمعنى: أشف، عاف، وكذلك ورد بالثمودية "أ س ي"، بمعنى: طبيب (مهباش2003 :40)، وجاء في السبئية "أ س و، أ س ي"، بمعنى: أرسل، بعث، أحضر (بافقيه وآخرون1986: 353).
الشاهد في القرآن الكريم 
قال الله تعالى} :فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {{المائدة: آية 26}، لا تحزن على مثل هؤلاء القوم (البغوي1986، ج2 :26)، وقال الله تعالى}:فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ{ {الأعراف: آية 93}، أي فلا تحزن ولا تأسف عليهم ولا يهيدنك ذلك منهم (ابن كثير1987، ج2 :43). 
التعليق
ورد في الصفوية "أ ي أ س" بمعنى: أحزن (WH 1022)، وهذ الفعل من "أ ي س"، فيه حرف العلة الياء وهو متحرك بكسرة وقبلة فتحة، وحرف العلة إذا تحرك وانفتح ما قبله قلب ألفاً، وعلى ذلك ينبغي أن يكون الفعل هو "آ س"، وأما إذا بقي على "أيس" فهذا دليل على أن هذه الياء ليس مكانها وإنما في مكان آخر، فإذا عدنا إلى المصدر وهو اليأس عرفنا أن هذا الفعل مقلوب عن "يئس" (الراجحي1984 :16)، ورد "أ س"، في الثمودية فعل أمر مزيد متعدّ على وزن فعَّل بمعنى: أشف، عاف، وكذلك ورد "أ س ي"، اسم بمعنى: طبيب، وجاء  في السبئية "أ س و، أ س ي"، فعل ماض مجرد بمعنى: أرسل، بعث، تطابق اللفظ والمعنى في بعض الصيغ الواردة في النقوش مع ما ورد في القرآن الكريم، واللغة، واللهجات، وافق المفسرون ما جاء في لغة قريش في تفسير "لا تأس" بقولهم "لا تحزن"، أو "تأسف"، ونجد ذلك في تفسير القرطبي في قول الله تعالى: }فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِين{{الأعراف: آية 93}، لا أحزن                       (القرطبي 1994، ج7 :242).
 
أنم: المعنى في  اللهجات   
أنام: تفيد معنى: "الخلق"، بلهجة قبيلة جرهم، وكندة (حسنون1972: 46؛ ابن سلام 1984: 267). 
المعنى اللغوي 
الأنام: ما ظهر على الأرض من جميع الخَلْق (اللسان: مادة أنم)، الأَنام: الخَلْقُ أَو الجِنُّ والإنس أَو جميعُ ما على وجهِ الأرض (القاموس المحيط: مادة أنم).
الشاهد من النقوش 
ورد في السبئية "أنام" بمعنى: أناس (بيستون1982: 6)، وعرف في الصفوية "أ ن س" إنس، إنسان (WH 3730)، وجاء في اللحيانية على صيغتين "ا ش" رجل، إنسان (القدرة 1994 :74)، و"أ ن س"، بمعنى: إنسان (أبو الحسن2002، نقش288:221 )، وورد في الثمودية "أ ن س"، وتعني: إنسان، مرء، رجل (المهباش2000 :43)، وجاء أيضاً في الثمودية                                     "أ ن م" (Ajlouni 1989:36).
الشاهد من القرآن الكريم 
قال الله تعالى: }وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ{ {الرحمن: آية 10}، الخلق وقيل
الأنام كل ذي روح (البيضاوي1988، ج2: 452).
التعيلق 
تعدّدت صيغ هذا الاسم في النقوش العربية الشمالية والجنوبية، فورد بصوت الميم، وأخرى بصوت السين والشين، وكلها تعطي معنى: الإنسان والخلق، تطابق اللفظ والمعنى مع بعض الصيغ الواردة في النقوش عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وأخذ المفسرون ما ذهبت إليه لهجة جرهم، وكندة في تفسير "الأنام"، ونجد ذلك في تفسير البغوي في قول الله تعالى: }وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ {{الرحمن: آية 10}، الخلق الذين بثّهم فيها إنساً، وجناً (البغوي1986، ج4: 267).
 
بأس: المعنى في اللهجات   
بئيس: تفيد معنى: شديد، بلهجة قبيلة غسان، وكندة (ابن سلام 1984:106؛السيوطي1987،ج1 :286)، وورد "لا تبتئس"، لا تحزن، بلغة قبيلة سدوس (ابن حسنون1972: 30).
المعنى اللغوي 
البأس: تفيد معنى: البَأْسُ العذاب الشديد، والبأْسُ الشدة في الحرب (التاج مادة: بأس)، والمُبْتئِس الكاره الحزين (اللسان: مادة بأس).
الشواهد من النقوش 
ورد في السبئية "ب أ ش"، بصوت الشين بمعنى: أثم، ضرر، بأس، بأساء شراً (بيستون 1982: 25)، وفي الصفوية ظهرت "ب أ س" بمعنى: "حزن" (WH112)، وجاء في الثمودية "ب أ س"، بمعنى: بأس، فقر، كآبة (المهباش2003: 45).
الشاهد من القرآن الكريم   
قال الله تعالى} :وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ{ {الأعراف: آية 165}، شديد، بئيس، على وزن فعيل وفيها إحدى عشرة قراءة (القرطبي1994،ج7: 293)، وقال الله تعالى: }وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{{هود: آية 36} أي لا تحزن، ولا تأسف عليهم بسبب كفرهم (الصابوني1981،ج5: 95). 
التعليق
ورد "ب أ س"، في النقوش الصفوية فعل ماض مجرد لازم على وزن فَعِل بمعنى: حزن (حراحشة29:1994)، وتقرأ أيضاً "ب أ ي س"، على وزن فعيل "بئيس" مصدر من الفعل "ب أ س"، بمعنى محزون، بئيس (عبابنة 1997: 246)، ورد "ب أ ش"، في النقوش السبئية فعل ماض ٍمجرد بصوت الشين بمعنى: الشدة، والبأس، وجاء ايضاً في النقوش السبئية "ب أ س"، اسم بمعنى: بأس، شر (بافقيه1986 :355)، تطابق المعنى مع الفعل الوارد في النقوش السبئية عما ورد في القرآن الكريم، واللغة، واللهجات. وذهب المفسرون على تفسيرِ" بَئِيسٍ"، على ما جاء في لهجة "غسان"، ونجد ذلك في تفسير البغوي في قول الله تعالى: }بِعَذَابٍ بَئِيسٍ{ {الأعراف: آية 165}، بعذاب شديد أو أليم (البغوي1986، ج1: 59)، تطابق المعنى مع الصيغ الواردة في النقوش الصفوية والثمودية مع ما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وذهب المفسرون على تفسيرِ "تَبْتَئِسْ"، على ما جاء بلهجة قبيلة سدوس، ونجد ذلك في تفسير النسفي في قول الله تعالى} :فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{ {هود: آية 36}، لا تحزن (النسفي  2008، ج1: 566). 
 
برح: المعنى في اللهجات     
أبرح: تفيد معنى: "لا أزال أفعله"، بلهجة كنانة (ابن سلام1984: 180؛ السيوطي 1987، ج1: 284). 
المعنى اللغوي 
أبرح: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه وأقام به، ولا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَي لا أَزال أَفعله، وبَرِحَ الأَرضَ فارَقَها، وما بَرِحَ يفعل كذا أَي ما زال (اللسان: مادة برح).
الشواهد من النقوش
ورد في الصفوية "ب ر ح"، بمعنى: ترك (CIS 4332)، وجاء "ب ر ح"، في السبئية بمعنى: سائب، جارٍ بلا ظابط (بيستون1982: 31)، وفي اللحيانية "ب ر ح"، بمعنى: ساحة (القدرة 1993 :81)، وفي الجعزية "ب ر ح"، بمعنى: ترك، غادر، هرب (Leslau1982:104). 
الشواهد من القرآن الكريم
 قال الله تعالى} :وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا {{الكهف: آية60}، لا أبرح أسير (النسفي 2008: ج2: 21). 
 التعليق
ورد "ب ر ح"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مجرد متعدّ على وزن فَعَل بمعنى: برح ترك (حراحشة1994:30)، وعرف "ب ر ح"، في الجعزية فعل ماضٍ مجرد بمعنى: غادر ترك (القدرة 1993 :81)، وجاء "ب ر ح"، في النقوش السبئية اسم بمعنى: سائب، جارٍ بلا ظابط، أعطت هذه الكلمة التضاد في المعنى، حيث أفاد المعنى الأول: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من موضعه، وأقام به، والثاني: أبرح، بَرِحَ: أي ما أزال أسعى، ترك، مكانه زال عنه، تطابق اللفظ والمعنى مع الصيغ الواردة في النقوش، وكما ورد في القرآن الكريم، واللغة، واللهجات. وجرى المفسرون على تفسيرها على ما جاء في لهجة كنانة على رواية ابن سلام، وكندة، وعلى روايتي الوزان وابن حسنون في تفسير "لا أبرح"، أي لا أزال أفعله، ونجد ذلك في تفسير (ابن سلام 1984: 180؛ ابن كثير1987، ج3: 96). 
 
برد: المعنى في اللهجات  
برداً: تفيد معنى: نوماً بلهجة هذيل (ابن سلام1984 : 308؛ السيوطي1987 :285)، وترد في الجبالية: بمعنى: البرد (المريخ2000:206).
 المعنى اللغوي  
البارد: هو الهَنِيُّ الرَّغَدُ، والعرب تكني بالبَرْدِ عن النعيم وبالحَرِّ عن البُؤسِ، وعلى هذا سُمِّيَ النَّوْمُ بَرْداً لأَنه راحة وتَنَعُّمٌ، والبرد النوم لأنه يبرد العين (اللسان: مادة برد)، البرد ضدّ الحر، والبرد والنوم، والعرب تكنّي بالبرد من الراحة (متن اللغة: مادة برد).    
الشواهد من النقوش 
ورد في الثمودية "ب ر د"، بمعنى: خفف، خفض، لطف هون، سكن، شفي (Ajlouni1989:44)، وجاء  في السبئية برداً، أو برد (بيستون1982: 30). 
الشاهد من القرآن الكريم
 قال الله تعالى: }لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا{{النبأ: آية 24}، لا يذوقون فيها نوماً (الجلالين582:1995). 
التعليق:
ورد "ب ر د"، في النقوش الثمودية فعل ماضٍ مجرد على وزن فَعَلَ بمعنى: خفف، خفض، لطف، هون، سكن، شفي (Ajlouni1989:44)، وردت هذه الكلمة في النقوش السبئية اسم بمعنى: البرد، اقترب المعنى في النقوش الثمودية عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وجرى بعض المفسرين على ما يوافق لهجة هذيل، فسروا "البرد" بالنوم، والبعض فسرها "بالبرودة"، التي تخفف عنهم حرّ النار، وبعضهم فسرها "ببرد القلوب"، ونجد ذلك في "صفوة التفاسير" في قول الله تعالى: }لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا{ {النبأ آية: 24}، برودة تخفف عنهم نار جهنم (الصابوني 1981،ج20: 8؛ ابن سلام1984: 309). 
 
بغى، بعى: المعنى في اللهجات  
بغياً: تعني "حسداً"، بلهجة قبيلة تميم (حسنون1972: 19؛ السيوطي1987: 286). 
المعنى اللغوي
البغي: الظلم، والفساد والتعدي، وتأتى بمعنى الحسد، والبغي أصله الحسد ثم سمي الظلم بغياً؛ لأن الحاسد يظلم المحسود جهده إراغة زوال نعمة الله عليه عنه (اللسان مادة: بغا).
 الشواهد من النقوش 
ورد في الصفوية "بغ": بمعنى اعتدى، ظلم (طلافحه2009، نقش1: 31)، وظهر في السبئية "ب ع و"، "ب ع ي"، بمعنى: هجم (بافقيه1986 :357)، وفي الثمودية ورد "ب غ"، بمعنى: قهر، اعتدى وظلم (المهباش2003: 48). 
الشاهد من القران الكريم قال الله تعالى: }وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ{{الحـج: آية 60}، أصل البغي: الفساد، ويقال: بغى الجرح إذا فسد، والبغي: الظلم وأصله الطلب والباغي طالب الظلم، والحاسد يظلم المحسود جهده طلبا لإزالة نعمة الله تعالى عنه (البغوي1986، ج3 :296،121).
التعليق 
ورد "ب ع ي"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مجرد معتل اللام على وزن فَعَلَ بمعنى :اعتدى، ظلم، حزن (WH 3661)، أبدلت الغين عيناً في النقوش العربية الشمالية والجنوبية في "ب غ ي"، فأصبحت "ب ع ي"، وورد الفعل "ب ع و"، بصوت الواو في النقوش السبئية، والثمودية بمعنى: ارتكب جريمة، وهو من الأفعال الناقصة الذي وصل إلى مرحلة الفتح الخالص في العربية (عبابنة1997: 50، 195)، تطابق اللفظ والمعنى في بعض الصيغ الواردة في النقوش عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وجرى بعض المفسرين على ما ذهبت إليه لهجة تميم في تفسير "البغي"، بالحسد أو الكراهية، ونجد ذلك في تفسير ابن كثير، بغى بعضهم على بعض اختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم (ابن كثير1987، ج3 : 243؛ ابن سلام 1984: 50).  
 
تبر: المعنى في اللهجات 
تبرنا: بمعنى: أهلكنا بلغة حمير، وسبأ (حسنون 1972: 39؛ ابن سلام 1984:  212).  المعنى اللغوي 
التَّبَارُ الهلاك وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه، تبر وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ (اللسان: مادة تبر).
الشاهد من النقوش 
ورد في الصفوية "ت ب ر"، بمعنى: قتل، حطم، أهلك (CIS 3184). 
الشاهد في القرآن الكريم
قال الله تعالى: }وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا{{نوح: آية 28}، إلا هلاكاً، والتبار الهلاك، والخسران (القرطبي1994، ج 18: 301)، وفي قوله عز وجل: }وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا{{الفرقان: آية 39}، أهلكنا إهلاكاً وكسرنا تكسيراً (البغوي 1986، ج3: 369). 
التعليق
ورد "ت ب ر"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مزيد متعدّ على وزن فَعّلَ بمعنى: قتّل، حطّم، أهلك (حراحشة1994: 40)، تطابق اللفظ والمعنى مع هذا الفعل عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وجرى المفسرون على تفسير "تبّرنا"، على ما جاء في لهجة حمير، وسبأ "بأهلكنا"، ونجد ذلك في "صفوة التفاسير"، في تفسير قول الله تعالى: }وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا {{نوح: آية 28}، أي أهلكناه إهلاكاً، ودمرناه تدميراً (الصابوني1981، ج10: 44). 
 
ثقل: المعنى في اللهجات       
ثَقُلَت: تفيد معنى: خفيت بلهجة قريش (ابن سلام 1984 :107).  المعنى اللغوي 
ثَقُلت: ثَقُلت في السموات والأَرض، قيل: المعنى ثَقْل عِلْمُها على أَهل السموات والأَرض، خَفِيَتْ، والشيءُ إِذا خَفِي عليك ثَقُل والتثقيل ضد التخفيف، والوَقْرُ: ثِقَل في الأُذْنِ تقول، وِقَرَتْ أُذْني عن كذا أي: ثَقُلَت (اللسان: مادة ثقل). 
الشاهد من النقوش 
ورد في السبئية "ث ق و ل"، بمعنى: أداة لنزح الماء من بئر (بافقية1986 :361)، وجاء في الصفوية"ث ق ل"، بمعنى:الحزن، وذهاب السمع(LP 306).  
الشاهد من القرآن الكريم 
قال الله تعالى: }يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَِ{ {الأعراف: آية 187}، خفيت في السموات والأرض، فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب ولا نبي مرسل (ابن كثير1987، ج2: 282).
 التعليق 
 ورد "ث ق ل"، في النقوش الصفوية فعل ماض ٍمجرد لازم على وزن فَعُل بمعنى: حزن، انقبض صدره (حراحشة1994: 34)، فسّرها شارحو النقوش بانقباض الصدر، والحزن وذهاب السمع، ونص النقش التالي "ل بن إله…وحزن عل أخيه وعلى ابنه" (حراحشة 1994: 42)، واقترح قراءة جديدة: "ل بن  إله و "غاب، واختفى" على ...عل أخيه وعلى ابنه"، وورد "ث ق و ل"، في النقوش السبئية اسم الجمع لاداة نزح الماء من بئر، وسميت بذلك لأنها تغيب وتختفي داخل البئر (بافقية1986 :361)، وقد ذهب بعض المفسرين في تفسير هذه الكلمة على ما يوافق لهجة قريش، ونجد ذلك في تفسير البغوي في قول الله تعالى: }ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَِ{{الأعراف: آية 187}، "ثقل علمها وخفي أمرها على أهل السموات والأرض وكل خفي ثقيل" (البغوي 1986، ج2: 219).
 
ثوي: المعنى في اللهجات       
الثاية: تفيد معنى "مأوى الغنم"، بلهجة قبيلة بني أسد (اللسان: مادة ثوا).
المعنى اللغوي
 الثوية: ثَايَةُ وهي بلُغة بني أَسَدٍ بقَدْرِ قِعْدَةِ الرجلِ فإذا ارْتفعَتْ عن ذلك فهي صُوَّة قال يعقوبُ: والعَلَم ما نُصِبَ من الحجارة ليُسْتدَلَّ به على الطريقِ والعَلَمُ الجبلُ، حجارة ترفع بالليل فتكون علامة للراعي إذا رجع من الغنم ليلاً يهتدي بها، ثاية الغنم وثاية الإبل مأواها وهي عازبة أو حول البيوت (اللسان: مادة ثوا).
الشاهد من النقوش 
ورد في الصفوية "ث ي ت"، بمعنى: مأوى الغنم (WH1282)، وجاء         في الثمودية بالواو "ث و ت"، بمعنى: مرتفع صغير، رابية، تل  (المهباش2003 :58).
 ورد "ث ي ت"، في النقوش الصفوية، اسم وتعني: مأوى الغنم                (WH 1282)، وفي الثمودية بالواو "ث و ت"، مرتفع صغير، رابية، تل (المهباش2003 :58)، تطابق اللفظ والمعنى في هذا الاسم عما ورد في اللغة واللهجات. 
 
حاس، جاس: المعنى في اللهجات       
حاس، جاس: تفيد معنى: جاس خلال الديار أي تخلل الأزقة، بلهجة قبيلة هذيل (الطيب1986: 469؛ ابن سلام 1984 :165).  المعنى اللغوي
حاس: حَوْسُ والجَوْس بالجيم بمعنى: شِدَّةُ الاختِلاط ومُدارَكةُ الضربِ والغارة الناسِ المُختَلِطة الحربِ، فالذِّئب يَحوسُ الغنَمَ أي يَتَخَلَّلُها ويُفرِّقُها، والأَحْوَس: الجَريءُ الذي لا يرُدُّه شيءٌ (التاج: مادة حوس).
الشاهد من النقوش 
ترد في الصفوية "ح و س"، بمعنى: بحث، فتش (WH 2998).
الشاهد في القرآن الكريم 
قال الله تعالى: }فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً{ {الإسراء: آية 5}، فطافوا وداروا (البغوي1986، ج3: 106). 
التعليق
ورد "ح و س"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مجرد، بمعنى: بحث، وهي على الأصل الصحيح قبل التطور إلى مرحلة الفتح الخالص، فقد روي أنه قرئ }فَحَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَار{{الإسراء: آية 5}، بصوت الحاء المهملة وهما بمعنى واحد، تطور الفعل في العربية إلى أن وصل إلى مرحلة الفتح الخالص "ح أ س" (عبابنة1997: 103،197)، تطابق اللفظ والمعنى مع هذا الفعل عمّا ورد في اللغة واللهجات، وذهب المفسرون إلى أن "جاس، حاس"، بمعنى: طاف بلهجة هذيل، ونجد ذلك في صفوة التفاسير في تفسير قول الله تعالى} :فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَار{{الإسراء: آية 5}، فطافوا وداروا وسط البيوت يروحون ويغدون (الصابوني1981، ج7: 51). 
 
حجر: المعنى في اللهجات 
حجر: تفيد معنى: الحِجْرُ، والحَجْرُ، والحُجْرُ، والمحجر كل ذلك الحرام، والكسر أفصح، وقرئ بهن تفيد معنى "حراماً محرماً" بلهجة قريش (ابن سلام1984: 210)، وترد في لهجتي الأحقاف الجبالية والمهرية "حَ حَ جُ ر" وتعني: انتظر وجلس للحراسة في مكان ما (المريخ2000 :292). المعنى اللغوي
أَصل الحُجْرِ في اللغة ما حَجَرْتَ عليه أَي منعته من أَن يوصل إِليه وكل ما مَنَعْتَ منه فقد حَجَرْتَ عليه، حَجَرَ عليه وحجوراً أَي، حراماً محرّماًً (اللسان: مادة حجر).
الشواهد من النقوش 
ورد في السبئية "ح ج ر" بمعنى: حمى، حبس ، قصر (بيستون:1982 :67)، وتأتي كذلك بمعنى: "ح ج ر"، حجز، منع (بافقيه1986 :364)، وجاء في الصفوية "ح ج ر" بمعنى: حماية (WH1771)، وظهر في الثمودية "ح ج ر ت"، وتعني: حجرة، ناحية (المهباش2000: 63).
الشاهد من القرآن الكريم 
قال الله تعالى}:يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا{{الفرقان: آية 22}، هذه الكلمة استعاذة وطلب من الله تعالى أن يمنع لقاءهم، وهي مما كانوا يقولون عند لقاء عدو أو هجوم مكروه أو تقولها الملائكة بمعنى: حراماً عليكم الجنة أو البشرى (البيضاوي1988، ج2 :139).
التعليق
ورد "ح ج ر"، في النقوش السبئية، فعل ماضٍ مزيد متعد على وزن فَعّلَ بمعنى: حجّر، حمّى، وفي النقوش الصفوية ورد "ح ج ر"، صيغة اسمية بمعنى: الحماية، والمنع، وحَجَرَ عليه يَحْجُرُ منع منه (ملكاوي1999: 65)، وفي النقوش الثمودية ورد "ح ج ر ت"، اسم بمعنى: ناحية، حجرة، تطابق اللفظ والمعنى في الصيغ الواردة في النقوش عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وذهب المفسرون في تفسيراتهم إلى ما يوافق لهجة قريش، ونجد ذلك  في تفسير النسفي في قول الله تعالى: }وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا {{الفرقان: آية 22}، وهو حرام محرم عليكم الجنة والبشر والغفران، وهو قول الملائكة للكافرين (ابن سلام1984: 211؛ النسفي2008، ج2: 184).
 
حوب: المعنى في اللهجات       
حوب: تفيد معنى: ذنباً كبيراً بلهجة قبيلة طيء وقطفان (ابن سلام1984: 76).
المعنى اللغوي
الحَوْبُ: الحُزْنُ والوَحْشَةُ، والحُوبُ بالضم: الهَلاكُ والبَلاءُ والنَّفْسُ والمَرَضُ، والتَّحَوُّبُ: التَّوَجُّعُ، وأَحْوَبَ صار إلى الإثْمِ، والذنب (القاموس المحيط: مادة حوب). 
الشواهد من النقوش 
ترد في السبئية "ح و ب"، بمعنى: ذنب، إثم (بيستون1982: 73)، وترد في الصفوية "ح وب"، بمعنى: حزن، تألم (WH 73). 
الشاهد من القرآن الكريم 
قال الله تعالى: }إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا{ {النساء: آية 2}، ذنباً عظيماً (النسفي 2008، ج1 :230).
التعليق
ورد "ح و ب"، في النقوش الصفوية فعل مجرد معتل العين لازم على وزن فَعَلَ بمعنى: ذنب (حراحشة 1994: 59)، وورد أيضاً "ح و ب ن"، ويمكن أن يعد النون في آخرها تنويناًً (عبابنة 1997: 54)، تطابق اللفظ والمعنى مع الفعل الوارد في النقوش السبئية مع ما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وذهب المفسرون إلى ما يوافق لهجة "طيء وغطفان"، في تفسير "ح وب"، ونجد ذلك في قول الله تعالى} :ِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا {{النساء: آية 2}، ذنباً عظيماً (البيضاوي 1988، ج1: 200). 
 
خبل: المعنى في اللهجات       
خبالاً: تفيد معنى "غياً"، بلهجة عمان (ابن سلام 1984 :70).  المعنى اللغوي
الخَبْلُ: فَسادُ الأعضاءِ كما في خَبالاً فهو أخْبَلُ وخَبِلٌ، جُنَّ ويَدُهُ شُلَّتْ (القاموس المحيط: مادة خبل)، إفساد الأمور، هو جَوْدَةُ الحُمْقِ بلا جُنُون، والاختِبالُ: الحَبسُ (التاج: مادة خبل) . 
الشواهد من النقوش 
ورد في الصفوية "خ ب ل"، بمعنى: دمر، أفسد، أتلف، الجن والمس (طلافحه2009، نقش1: 31)، وجاء في السبئية "خ ب ل"، بمعنى: خراب، تلف (بيستون1982: 58). 
الشاهد من القرآن الكريم 
قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً{ {آل عمران: آية 118}، أي لا يقصرون لكم في الفساد (البيضاوي1988، ج1 :177).  
التعليق 
ورد "خ ب ل"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مزيد على وزن فعَّل بمعنى: أفسد، أتلف، وورد أيضاً "خ ب ل هـ"، فعل ماضٍِ مزيد متعدّ على وزن فَعَّلْ بمعنى: جن مسّه الجنون، وورد صيغة اسم الفاعل "م خ ب ل" (حراحشة 1994: 65)، وجاء "خ ب ل"، في النقوش السبئية اسم بمعنى: خراب، تلف، تطابق اللفظ والمعنى في صيغ النقوش مع ما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، وذهب المفسرون إلى ما يوافق لهجة "عمان"، ونجد ذلك في صفوة التفاسير في تفسير قول الله: }لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً{ {التوبة: آية 47}، ما زادوكم إلا شرّاً وفساداً (الصابوني1981،ج5: 25). 
 
رمخ: المعنى في اللهجات       
رمخ: تفيد معنى البلح، الشجر المجتمع بلهجة قبيلة طيء (سلوم1987: 173).   المعنى اللغوي
الرمخ البلح، والرمخ الشجر المجتمع، والرمخ واحده رمخه لغة طائية، والرمخاء الشاة الكلفة يأكل الرمخ، ورماخ موضع (متن اللغة: مادة رمخ). 
 الشواهد من النقوش 
ورد في الصفوية "ر م خ"، "ر م خ ا ن"، بمعنى: العشب المجتمع، والرمخ البلح (طلافحة2006، نقش1: 60). 
التعليق
 ورد "ر م خ"، "ر م خ ا ن"، في النقوش الصفوية أسماء، وقد تكون النون في الاسم "ر م خ ا ن" إما للتثنية أو للتنوين.
 
سوم: المعنى في اللهجات 
تُسِيمُونَ: بمعنى ترعون بلهجة خثعم (ابن سلام1984: 158؛ السيوطي1987: 285). 
المعنى اللغوي
السوام والسائمة كل إبل ترسل ترعى ولا تعلف (التاج: مادة سوم).
الشاهد من النقوش
ورد في الصفوية "أ س م"، راعى، أخرجها للمرعى (يوسف1970نقش، 114: 223).
الشاهد من القرآن الكريم
قال الله تعالى: }هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{ {النحل: آية 10}، تسيمون أي ترعون ومنه الإبل السائمة والسوم: الرعي، أخرج لكم منه شجراً ترعون فيه أنعامكم (ابن كثير1987، ج2: 584).  
التعليق 
ورد "أ س م"، في النقوش الصفوية فعل ماضٍ مبني للمجهول على وزن فُعِلَ بمعنى: رعى الماشية (حراحشة 1994: 111)، تطابق اللفظ والمعنى مع هذا الفعل عما ورد في اللهجات واللغة والقرآن الكريم، وذهب المفسرون إلى ما يوافق لهجة "خثعم"، في تفسير "تسيمون"، ونجد ذلك في "صفوة التفاسير"، في تفسير قول الله تعالى: }وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{ {النحل: آية 10}، بمعنى: أخرج لكم منه شجراً ترعون فيه أنعامكم (الصابوني1981، ج7: 19). 
 
عرش: المعنى في اللهجات       
يعرشون: تفيد معنى: المكان المسقوف، بلهجة أهل الحجاز، وتميم (المطلبي 1978: 169). ترد في الجبالية والمهرية: "عريشت، عريش"، المكان المسقوف ويكون من أغصان وجذوع الأشجار (المريخ2000: 183).
المعنى اللغوي
يعرشون: يَبْنُونَ، وعَرَشَ الكرْمَ يَعْرِشُهُ عَرْشاً وعُرُوشاً، عَمِلَ لَهُ عَرْشاً ورَفَعَ دَوَالِيَهُ عَلَى الخَشَب، وعَرَّشَه تَعْريِشاً إذا عَطَفَ العِيدانَ الَّتِي تُرْسَلُ عَلَيْهَا قُضْبَانُ الكَرْم ِ(التاج: مادة عرش). 
الشواهد من النقوش 
ورد في السبئية "ع ر ي ش"، بمعنى: عريش، أو كوخ أو سقيفة (بيستون1982 :20).
الشاهد من  القرآن الكريم 
قال الله تعالى}:وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ{ {الأعراف: آية 137}، ما كانوا يرفعون من البنيان (البيضاوي 1988،                 ج1 :375).
التعليق 
ورد "ع ر ي ش"، في النقوش السبئية اسم، بمعنى: عريش، أو كوخ أو سقيفة، تطابق اللفظ والمعنى مع هذا الاسم عما ورد في القرآن الكريم واللغة واللهجات، ذهب المفسرون إلى تفسير "يعرشون"، ما يوافق لهجة "تميم"، ونجد ذلك في تفسير القرطبي لقول الله تعالى: }وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ{ {الأعراف: آية 137}، ما كانوا يبنون (القرطبي1994، ج18: 301).
 
عزب: المعنى في اللهجات       
يعزب: تفيد بمعنى "يغيب"، بلهجة كنانة (ابن سلام 1984 :128).  المعنى اللغوي 
الشواهد من النقوش 
ورد في الصفوية "ع زب"، بمعنى غاب، ابتع د (CIS 435). 
الشاهد من

نظرات شما عزیزان:

نام :
آدرس ایمیل:
وب سایت/بلاگ :
متن پیام:
:) :( ;) :D
;)) :X :? :P
:* =(( :O };-
:B /:) =DD :S
-) :-(( :-| :-))
نظر خصوصی

 کد را وارد نمایید:

 

 

 

عکس شما

آپلود عکس دلخواه:







تاريخ : شنبه 18 مرداد 1393برچسب:, | 23:49 | المصنف : علی رضا آماده |